في إطار المنتدى التراثي الذي نظمه المعهد في1 ديسمبر 2014م ،ألقى الدكتور رضوان السيد المفكر التراثي السياسي المعروف محاضرة تحت عنوان "النصالتراثي السياسي"
وقد بدأ المحاضرة بالقول أن النص أن النص التراثيالسياسي غني، ومتعدد الرؤى، مشيراً إلى ما كتبه الإمام الشافعي وأبي الحسنالماوردي وغيرهما من رؤى ونظريات حول الفكر السياسي الإسلامي.
وأضاف أن هناك أربع مقاربات أو اتجاهات أو مدارس كلها اعتنت بالتفكير السياسي، وهي: مدرسة مرايا الأُمراء أو نصائح الملوك أو الآدابالسلطانية، ومدرسة العقائديين أو المتكلمين، ومدرسة الفلاسفة، ومدرسة الفقهاء.
وبين أن الإجماع النسبي الذي وقع على تحديدات الماورديللخلافة أعطى الامتياز للأخيرة (أي للمدرسة الفقهية) التي انتصر اتجاهُها في متابعةالتجربة السياسية العربية الإسـلامية، وهذا مرده إلى أن تفكير الفقهاء تفكيرقانوني وتقني، معني بالتفاصيل التي تسمى بــ"الفروع".
وذكر أن هذه المدارس تأثرت في ما بينها، ومصداق ذلكتأثير مدرسة الآداب السلطانية الرئيس في نظرية الفقهاء للسلطة، لاسيما في فكرة أنالإمامة (وهو المصطلح الإسلامي القديم للسلطة) موضوعةٌ لحراسة الدين وسياسة الدنيا.
وخلص في مقاربته هذه لتنزلات النص التراثي السياسي فيالعصر الحديث إلى أن نصَّ الماوردي للخلافة تحول كما تحولت تجربتها التاريخية، إلىمعنىً مُعاكس لما كان عليه النص التراثي أو التقليد الفقهي في رؤية السلطة.
|