تبنى المعهد مؤخرًا إصدار سلسلةجديدة تحت عنوان"كراسات تراثية" تُعنى بمعالجة قضايا المخطوطات، سواءكانت علمية متخصصة، أوثقافية تنظيرية،وقد تكون مزيجًا من هذا وذاك.

وقد جاءتالكراسة الأولى التي تحمل عنوان: "التراث في أتون الحروب"لتتناول أثر الحروب والصراعات على التراثالمخطوط، وترصد حال المخطوطات في البلاد العربية بعد الحروب والصراعات التي شهدتهامنذ مطلع الألفية الثالثة، وتحديدًا في العراق وسورية، بالإضافة إلى فلسطين الجرحالتراثي النازف منذ القرن الماضي.

تعالجالمؤلفة الدكتورة بغداد عبد المنعم الموضوع في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، تطرقت فيالتمهيد إلى مجموعة من المسائل المتعلقة بالتراث على سبيل التقدمة من مثل: التراثبين الخوف منه والخوف عليه، والحرب حرب على الإنسان وتراثه، ومن حروب التاريخ إلىحروب الحاضر، والحرب على جبهة المخطوطات، والحروبالأخيرة: سرقة التراث لسرقة التاريخ والحاضر.

أما فيالفصل الأول فقد تحدثت عن عاصمتي التراث المخطوط في سورية (حلب ودمشق) وما آلتإليه خزائنهما من ضياع وإحراق في ظل الاضطرابات السياسية، والدور الإيجابي الذيأسهمت به البيئة الاجتماعية في الحفاظ على المخطوط، بالإضافة إلى الدور الذي قامتبه مكتبة الظاهرية في حماية المخطوطات في زمن الحروب.

الفصلالثاني كان لفلسطين وأبرز خزائنها المخطوطة في القدس قبيل النكبة وبعدها، وأثرالاحتلال الصهيوني في ضياعها وسرقتها وإحراقها.

أما الفصلالثالث فخصص للعراق بين كارثتي المغول والاحتلال الأميركي، وهما حدثان بارزانيؤرخان لأكبر سطوين على تراث العراق المخطوط في التاريخ، فقد فقدت تلك المنطقة إبانالغزو الأميركي خزائن بأكملها، ناهيك عن الآثار السلبية لهذه الحروب على المخطوطاتمن جهة تعرضها للتلف والإحراق.

وأثارت خاتمةالكراسة سؤالاً كبيراً ينبغي للمشتغلين بالتراث العربي المخطوط أن يتمثلوه ويفكروافي إجابات له، وهو: ماذا علينا أن نفعل؟ وقد اقترحت د. بغداد سبعة حلول مستعجلة منشأنها أن تسهم في إنقاذ التراث المخطوط،منها:

1-   وضعاستراتيجية لاسترداد ما سُرق ورُحل ونهب من تراثنا المخطوط.

2-   إعادةالمخطوطات إلى خزائنها الأصلية بعد أن ترمم هذه الحواضن القديمة.

3-   وضع خطةللبحث عن دفاتر الفهارس وقوائم المخطوطات القديمة التي أعدها القيمون على الخزائن.

4-   إنقاذالمخطوطات من سوء الحفظ والتخزين.